فضل العلماء على سائر الناس
صفحة 1 من اصل 1
فضل العلماء على سائر الناس
- ص 140 - [فضل العلماء على سائر الناس]
104 - وفيهما عن معاوية - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين .
104 - رواه البخاري كتاب العلم (1 / 164 ) (رقم : 71) ، وفرض الخمس (6 / 217 ) (رقم : 3116) ، والاعتصام بالكتاب والسنة (13 / 263 ) (رقم : 7312) ومسلم كتاب الزكاة (2 / 719 ) (رقم : 1037) .
قال الحافظ في الفتح (1 / 164 ) :
وفي الحديث إثبات الخير لمن تفقه في دين الله وأن ذلك لا يكون بالاكتساب فقط ، بل لمن يفتح الله عليه به ، وأن من يفتح الله عليه بذلك لا يزال جنسه موجودا حتى يأتي أمر الله ، وقد جزم البخاري بأن المراد بهم أهل العلم بالآثار .
وقال أحمد بن حنبل : إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم !
وقال القاضي عياض : أراد أحمد أهل السنة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث .
قال النووي : يحتمل أن تكون هذه الطائفة فرقة من أنواع المؤمنين ممن يقيم أمر الله تعالى من مجاهد وفقيه ومحدث وزاهد وآمر بالمعروف وغير ذلك من أنواع الخير ، ولا يلزم اجتماعهم في مكان واحد ، بل يجوز أن يكونوا متفرقين .
وقال الحافظ : ومفهوم الحديث أن من لم يتفقه في الدين - أي : يتعلم قواعد الإسلام وما يتصل بها من الفروع - فقد حرم الخير لأن من لم يعرف أمر ربه لا يكون فقيها ولا طالب فقه ، فيصح أن يوصف بأنه ما أريد به الخير ، وفي ذلك بيان ظاهر لفضل العلماء على سائر الناس ، ولفضل التفقه في الدين على سائر العلوم .
- ص 141 - 105 - وفيهما عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا ؛ فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ ؛ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدي الله الذي أرسلت به .
105 - رواه البخاري كتاب العلم (1 / 175 ) (رقم : 79) ، ومسلم كتاب الفضائل (4 / 1787 ) (رقم : 2282) .
قال البغوي رحمه الله :
فكانت منها ثغبة فالثغبة : مستنقع الماء في الجبال والصخور وجمعها ثغبان .
كانت منها أجادب أجادب : صلاب الأرض التي تمسك الماء ، فلا يسرع إليه النضوب ، وقال الأصمعي : الأجادب من الأرض ما لم تنبت الكلأ فهي جرداء بارزة لا يسترها النبات .
فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل مثل العالم كمثل المطر ، ومثل قلوب الناس فيه كمثل الأرض في قبول الماء ، فشبه من تحمل العلم والحديث وتفقه فيه بالأرض الطبية أصابها المطر فتنبت ، وانتفع بها الناس ، وشبه من تحمله ولم يتفقه بالأرض الصلبة التي لا تنبت ولكنها تمسك الماء فيأخذه الناس وينتفعون به ، وشبه من لم يفهم ولم يحمل بالقيعان التي لا تنبت ولا تمسك الماء فهو الذي لا خير فيه .
قال النووي (15 / 47 - 48) :
أما معاني الحديث ومقصوده فهو تمثيل الهدى الذي جاء به صلى الله عليه وسلم بالغيث ، ومعناه : أن الأرض ثلاثة أنواع وكذلك الناس :
فالنوع الأول من الأرض : ينتفع بالمطر فيحيا بعد أن كان ميتا ، وينبت الكلأ فتنتفع بها الناس والدواب والزرع وغيرها ، وكذا النوع الأول من الناس يبلغه الهدى والعلم فيحفظه فيحيا قلبه ويعمل به ويعلمه غيره فينتفع وينفع .
والنوع الثاني من الأرض : ما لا تقبل الانتفاع في نفسها لكن فيها فائدة وهي إمساك الماء لغيرها ، فينتفع بها الناس والدواب ، وكذا النوع الثاني من الناس لهم قلوب حافظة لكن ليست لهم أفهام ثاقبة ولا رسوخ لهم في العقل يستنبطون به المعاني والأحكام وليس عندهم اجتهاد في الطاعة والعمل به ، فهم يحفظونه حتى يأتي طالب محتاج متعطش لما عندهم من العلم للنفع والانتفاع فيأخذه منهم فينتفع به فهؤلاء نفعوا بما بلغهم .
والنوع الثالث من الأرض : السباخ التي لا تنبت ونحوها ، فهي لا تنتفع بالماء ولا تمسكه لينتفع به غيرها ، وكذا النوع الثالث من الناس ليست لهم قلوب حافظة ولا أفهام واعية فإذا سمعوا العلم لا ينتفعون به ، ولا يحفظونه لنفع غيرهم .
- ص 142 - 106 - ولهما عن عائشة - رضي الله عنها - مرفوعا :
إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم .
106 - تقدم برقم (79) .
(فائدة) : قال الإمام أبو جعفر الطحاوي في "مشكل الآثار" (3 / 210 ) بعد روايته هذا الحديث ، وإيراده قول الله سبحانه : والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا قال : " فهكذا يكون أهل الحق في المتشابه من القرآن ؛ يردونه إلى عالمه - وهو الله عز وجل - ثم يلتمسون تأويله من المحكمات اللاتي هن أم الكتاب ، فإن وجدوه فيها عملوا به كما يعملون بالمحكمات ، وإن لم يجدوه فيها لتقصير علومهم عنه لم يتجاوزوا في ذلك الإيمان به ، وردوا حقيقته إلى الله تعالى ، ولم يستعملوا في ذلك الظنون التي حرم الله تعالى عليهم استعمالها في غيره ، وإذا كان استعمالها في غيره حراما كان استعمالها فيه أحرم " .
104 - وفيهما عن معاوية - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين .
104 - رواه البخاري كتاب العلم (1 / 164 ) (رقم : 71) ، وفرض الخمس (6 / 217 ) (رقم : 3116) ، والاعتصام بالكتاب والسنة (13 / 263 ) (رقم : 7312) ومسلم كتاب الزكاة (2 / 719 ) (رقم : 1037) .
قال الحافظ في الفتح (1 / 164 ) :
وفي الحديث إثبات الخير لمن تفقه في دين الله وأن ذلك لا يكون بالاكتساب فقط ، بل لمن يفتح الله عليه به ، وأن من يفتح الله عليه بذلك لا يزال جنسه موجودا حتى يأتي أمر الله ، وقد جزم البخاري بأن المراد بهم أهل العلم بالآثار .
وقال أحمد بن حنبل : إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم !
وقال القاضي عياض : أراد أحمد أهل السنة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث .
قال النووي : يحتمل أن تكون هذه الطائفة فرقة من أنواع المؤمنين ممن يقيم أمر الله تعالى من مجاهد وفقيه ومحدث وزاهد وآمر بالمعروف وغير ذلك من أنواع الخير ، ولا يلزم اجتماعهم في مكان واحد ، بل يجوز أن يكونوا متفرقين .
وقال الحافظ : ومفهوم الحديث أن من لم يتفقه في الدين - أي : يتعلم قواعد الإسلام وما يتصل بها من الفروع - فقد حرم الخير لأن من لم يعرف أمر ربه لا يكون فقيها ولا طالب فقه ، فيصح أن يوصف بأنه ما أريد به الخير ، وفي ذلك بيان ظاهر لفضل العلماء على سائر الناس ، ولفضل التفقه في الدين على سائر العلوم .
- ص 141 - 105 - وفيهما عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا ؛ فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ ؛ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدي الله الذي أرسلت به .
105 - رواه البخاري كتاب العلم (1 / 175 ) (رقم : 79) ، ومسلم كتاب الفضائل (4 / 1787 ) (رقم : 2282) .
قال البغوي رحمه الله :
فكانت منها ثغبة فالثغبة : مستنقع الماء في الجبال والصخور وجمعها ثغبان .
كانت منها أجادب أجادب : صلاب الأرض التي تمسك الماء ، فلا يسرع إليه النضوب ، وقال الأصمعي : الأجادب من الأرض ما لم تنبت الكلأ فهي جرداء بارزة لا يسترها النبات .
فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل مثل العالم كمثل المطر ، ومثل قلوب الناس فيه كمثل الأرض في قبول الماء ، فشبه من تحمل العلم والحديث وتفقه فيه بالأرض الطبية أصابها المطر فتنبت ، وانتفع بها الناس ، وشبه من تحمله ولم يتفقه بالأرض الصلبة التي لا تنبت ولكنها تمسك الماء فيأخذه الناس وينتفعون به ، وشبه من لم يفهم ولم يحمل بالقيعان التي لا تنبت ولا تمسك الماء فهو الذي لا خير فيه .
قال النووي (15 / 47 - 48) :
أما معاني الحديث ومقصوده فهو تمثيل الهدى الذي جاء به صلى الله عليه وسلم بالغيث ، ومعناه : أن الأرض ثلاثة أنواع وكذلك الناس :
فالنوع الأول من الأرض : ينتفع بالمطر فيحيا بعد أن كان ميتا ، وينبت الكلأ فتنتفع بها الناس والدواب والزرع وغيرها ، وكذا النوع الأول من الناس يبلغه الهدى والعلم فيحفظه فيحيا قلبه ويعمل به ويعلمه غيره فينتفع وينفع .
والنوع الثاني من الأرض : ما لا تقبل الانتفاع في نفسها لكن فيها فائدة وهي إمساك الماء لغيرها ، فينتفع بها الناس والدواب ، وكذا النوع الثاني من الناس لهم قلوب حافظة لكن ليست لهم أفهام ثاقبة ولا رسوخ لهم في العقل يستنبطون به المعاني والأحكام وليس عندهم اجتهاد في الطاعة والعمل به ، فهم يحفظونه حتى يأتي طالب محتاج متعطش لما عندهم من العلم للنفع والانتفاع فيأخذه منهم فينتفع به فهؤلاء نفعوا بما بلغهم .
والنوع الثالث من الأرض : السباخ التي لا تنبت ونحوها ، فهي لا تنتفع بالماء ولا تمسكه لينتفع به غيرها ، وكذا النوع الثالث من الناس ليست لهم قلوب حافظة ولا أفهام واعية فإذا سمعوا العلم لا ينتفعون به ، ولا يحفظونه لنفع غيرهم .
- ص 142 - 106 - ولهما عن عائشة - رضي الله عنها - مرفوعا :
إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم .
106 - تقدم برقم (79) .
(فائدة) : قال الإمام أبو جعفر الطحاوي في "مشكل الآثار" (3 / 210 ) بعد روايته هذا الحديث ، وإيراده قول الله سبحانه : والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا قال : " فهكذا يكون أهل الحق في المتشابه من القرآن ؛ يردونه إلى عالمه - وهو الله عز وجل - ثم يلتمسون تأويله من المحكمات اللاتي هن أم الكتاب ، فإن وجدوه فيها عملوا به كما يعملون بالمحكمات ، وإن لم يجدوه فيها لتقصير علومهم عنه لم يتجاوزوا في ذلك الإيمان به ، وردوا حقيقته إلى الله تعالى ، ولم يستعملوا في ذلك الظنون التي حرم الله تعالى عليهم استعمالها في غيره ، وإذا كان استعمالها في غيره حراما كان استعمالها فيه أحرم " .
جيميل- عدد المساهمات : 55
نقاط : 173
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 29/07/2011
مواضيع مماثلة
» الصحابي رائع الجمال الذي أنقذ الأمة من الشِرك وفضله النبي على سائر الصحابة أجمعين | سلسلة الصحابة ح١
» سأل رجل احد العلماء
» قال العلماء
» استدل طائفة من العلماء
» ابرز العلماء المسلمين
» سأل رجل احد العلماء
» قال العلماء
» استدل طائفة من العلماء
» ابرز العلماء المسلمين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة مايو 17, 2019 10:53 pm من طرف الكويتى
» ابرز العلماء المسلمين
الجمعة مايو 17, 2019 10:26 pm من طرف الكويتى
» الإعجاز العددي ... في سورة الكوثر
الجمعة مايو 17, 2019 10:09 pm من طرف الكويتى
» افضل الاطبا ولكن لماذا تذهبون اليه متاخرا ؟
الجمعة مايو 17, 2019 9:57 pm من طرف الكويتى
» ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﻧﺒﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﻴﻘﻄﻴﻦ
الجمعة مايو 17, 2019 9:50 pm من طرف الكويتى
» تعلم كتابة الكسرة والفتحة والضمة وأسرار الكيبورد
الجمعة مايو 17, 2019 9:06 pm من طرف كايد
» فوائد الكركديه البارد والساخن
الثلاثاء فبراير 19, 2019 1:04 pm من طرف البرغوتى
» فوائد الجنسنج للجنس للرجال والنساء
الثلاثاء فبراير 19, 2019 12:50 pm من طرف زغرب
» فوائد اليانسون للجهاز الهضمي واستخدامه في تخفيف الوزن
الثلاثاء فبراير 19, 2019 12:11 pm من طرف طاعت