حكام هربوا من بلادهم وتسولو فى بلاد غربية

السلطة والعظمة لم تستمر كثيرا فكل شىء قابل للزوال، حتى المال والجاه يزولان بسقوط الحاكم، ومنهم من يستسلم للإنهزام ويواجه شعبه، ولكن هناك من يرفض المواجهة ويفضل الهروب بعيدا فلنعرف من هم أشهر الحكام الهاربين من شعوبهم.

شاه إيران:

إنها لحظة مأسوية أن يفكر إمبراطور متوج وحاكم يجلس فى قصره “قصر كردستان” على عرش الطاووس الذى كان مرصعا بـ 27 ألف جوهرة فوق رأسه تاج أكبر الإمبراطوريات الشرق تزينه 3755 جوهرة من ألماس والأحجار الكريمة.

ولكن هذه اللحظة بالفعل حدثت مع شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوى، ولم يتصور أحد يوما أن رجل بهذه القوة ويملك ثروة قدرت آخر أيامه بـ 20 مليار دولار و15 قصرا فى دول العالم المختلفة، وعقارات، وفنادق فى أرقى المدن وأفخم الشوارع فى عواصم المال، يمكن أن يلوذ بالفرار، تاركا السلطة والنفوذ والجاه والولجان ليتسول مأوى أو منفى من حلفائه وأصدقائه، فيديرون له ظهورهم.

ومات منفيا فى البلد الوحيد الذى قبله وهى “مصر” بعيدا عن طاووسه، وبعد حياة أشبه بالأساطير وفى لحظة من لحظات الاعتراف بالحقيقة المجردة، لحظة الاختيار الصعب قرر شاه إيران محمد رضا بهلوى الهرب بعد 38 عاما عاشها فوق هذا العرش.

موبوتوسيكى سيكو:

طاغية آخر اضطر فى لحظة انكسار طال انتظارها من جانب شعبه البائس أن يفر هاربا ليبحث عن مكان يأويه.

وربما يكون موبوتو عن نهب ثروات بلاده الغنية بالمعادن النفيسة، واليورانيوم التى صنعت منه أول قنبلة نووية، ويضخ حصيلتها فى حسابات نفيسة خارج البلاد، قبل أن ينقلب عليه حلفاؤه القدامى ” الأمريكان”.

وقصة هروب الطاغية الزائيرى “موبوتو سيكى سيكو” من زائير سابقا والكنغو الديموقراطية حاليا، الذى حكم بلاده ثلاثين عاماً، ففى عهده لم يكن فرق بين ملكية الدولة والملكية الخاصة له وللحاشية المقربة منه، فأراد أن يهرب ويبحث عن مأوى له لكى يعيش فيه الأيام المتبقة.

بن على والثورة التونسية :

الرئيس التونسى الهارب بن على هو أشهر الحكام الهاربين فى عصرنا الحديث، بعد اندلاع الثورة التونسية للقضاء على حكمه الفاسد الذى تفشى فى جميع أجهزة الدولة، حيث جمع هو وزوجته ما تبقى لهم من أموال وسافروا بها إلى الدول لكى يبحثوا عن مأوى لهم بعيدا عن أيدى الشعب التونسى الذى قرر أن يخلعه من منصبه ويأخذ حقه بسبب الفساد الذى انتشر طوال فترة حكمه.


------------------------------------------