عباس الاول والثانى والثالث

.
يقال ان رجلا طاعنا بالسن لديه ثلاثه ابناء اسمائهم جميعا (عباس) ويقال ان عباس (ابو مازن) رئيس شركه فتح الفلسطينيه هو الابن الاصغر له .. مرض هذا الرجل و عندما وافاه الاجل وقبل ان تفارق روحه جسده طلب ابنائه وزوجته وقال لهم عباس يرث وعباس يرث وعباس لايرث وما هي الا لحضات وفاضت روحه الى بارئها .
احتار الابناء بهذا الامر وقررو ان يستشيرو احد حكماء العرب المشهورين بالفطنه والذكاء فبحثو عنه حتى وجدوه واثناء بحثهم عنه وفي طريقهم التقاهم رجلا اعرابيا سألهم عن بعيرا له ضاع منه فقال عباس الاول: هل بعيرك اعور ؟
ففرح الاعرابي وقال: نعم
فاجابه عباس الاول : والله لم نراه في طريقنا
ثم ساله عباس الثاني: وهل بعيرك اعرج ؟ ففرح الاعرابي وقال : نعم .. فاقسم له عباس الثاني انهم لم يروه .
ثم ساله عباس الثالث : وهل بعيرك ابتر ؟ اي مقطوع الذيل؟
فقال الاعرابي : نعم .
فقال له عباس الثالث : انهم لم يروه في طريقهم.
فقرر هذا الاعرابي ان يصحبهم الى الشيخ و الحكيم الذي سينصفه منهم فرافقهم اليه وعندما وصلو للقاضي بدأ هذا الاعرابي بالشكوى
فقال الحكيم: من قال بكم ان بعيره اعور؟
فاجاب عباس الاول انا .
فساله وكيف عرفت انه اعور فقال عباس راينا اطراف الطريق وقد اكل البعير العشب من جهه واحده فعرفنا انه لا يرى بعينه الثانيه فعرفنا انه اعور .
فسال القاضي: ومن قال انه اعرج؟
فقال عباس الثاني نعم انا من قال هذا .
فساله القاضي وكيف عرفت انه اعرج ؟
فقال عباس الثاني : راينا اثار اقدام بعير مغروزه بالطين والاثر الثاني لقدمه لا تظهر فعرفنا ان بعيره يتكئ على احد قدميه ولا يتكئ على الاخرى فعرفنا انه اعرج ..
ثم سال القاضي: ومن قال انه ابتر (مقطوع الذيل) ؟
فاجاب عباس الثالث انا يا سياده القاضي
فساله وكيف عرفت فقال عباس الثالث ان الجمل عندما يخرج بوله ينثره بذيله ليفرقه ونحن راينا بعر الجمل اكواما في طريقنا فعرفنا انه ابتر هنا ادرك القاضي انهم ابرياء وامر الرجل ان ينصرف.
وعندما غادر هذا الرجل قال لهم وما قضيتكم انتم فقالو له عن مشكلتهم العويصه فاحتار القاضي بامرهم وطلب منهم ان يكونو ضيوفه هذه الليله حتى يجمع حكماء قومه لينظر في امرهم وامر احد خدمه ان يقوم بواجبهم وما هي الا ساعه حتى احضر لهم مائده مليئه باللحم وعندما تقدمو الاخوه ليتناولو وجبتهم
قال عباس الاول : احذرو انه لحم كلاب لا تاكلوه ..
ثم قال عباس الثاني ان هذا الخبز خبزته امرأه حامل في شهرها التاسع ..
ثم قال عباس الصغير (ويعتقد انه ابو مازن) : ان هذا القاضي ابن حرام .. فسمع الخادم الذي كان يسترق السمع حديثهم فأخبر القاضي بما سمع فاستشاط القاضي غضبا وطلبهم في الحال
وعندما دخلو اليه سالهم : من منكم قال انه هذا اللحم لحم كلاب ؟
فقال عباس الاول: انا
فساله القاضي: وكيف عرفت؟
فقال عباس الاول : ان لحم الماشيه فيها من الدهن لنعرفه اما اللحم الذي رأيناه فكان يخلو من الدهن تماما .. فامر القاضي باحضار الخادم وبعد ان استفسر عن عشاء الضيوف اعترف الخادم انه ذبح لهم احد الكلاب لانه لم يجد الراعي وقد ابتعدت الغنم عن البيت ..
فسال القاضي: ومن قال ان الخبز لامرأه حامل بشهرها التاسع؟
فقال عباس الثاني: انا
فساله وكيف عرفت؟
فقال ان الخبز الذي رايناه كان نصفه ناضجا (مستوي) ونصفه عجين فعرفنا ان من خبزه لا تستطيع ان تجلس امام النار فتجلس بشكل محاذي لتحمي بطنها من الحراره .. فامر القاضي الخادم ان يحضر من خبز الخبز وما هي الا لحضات والا بأمره حامل تدخل عليه فسالها باي شهر انتي فقالت بالشهر التاسع
وهنا بقي السوال الاهم ... فنظر لثالثهم وسأل : ومن قال بكم ان القاضي ابن حرام فاجاب عباس الثالث (ابو مازن): انا
فقال القاضي وكيف عرفت ..
فقال له عباس (ابومازن) لم يذكر العرب ان احدا ذبح كلبا لضيوفه الا انت وانت ابن حرام
وهنا امر القاضي خادمه ان ياتي له بوالدته وعندما حضرت استحلفها بالله وبكل الكتب السماويه فاعترفت والده القاضي ان والده لم يكن ينجب وانه مصاب بعقم وكانت تهوى ابن عم لها فحملت منه .
فدخل القاضي على الاخوه الثلاث فقال لعباس الاول انت ترث ولعباس الثاني انت ترث ولعباس الثالث (ابو مازن) انت لا ترث فغضب ابو مازن غضبا شديدا وساله ولماذ يا قاضي فقال لانك ابن حرام وما بيعرف ابن الحرام الا ابن حرام مثله .
فعاد الاخوه الثلاث لامهم واستحلفوها وكانت امرأه تقيه ولا تكذب فاجبرها ان تقسم على القرأن وسالوها عن امر عباس (ابو مازن) فقالت ان والدكما كان شيخا فاضلا ويحب فعل الخير وان ابو مازن وجدنا في كرتونه في احدى الليالي البارده فاحضرناه للبيت وبحثنا كثيرا عن اهله فلم نجدهم فقررنا تربيته معكم

==========