وائل غنيم: نشوة الثورة انتهت واستمر حكم مصر بطريقة

في حوار لمجلة «نيويورك تايمز» التى تصدر أسبوعيا عن صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، مع «رمز الثورة المصرية»، حسب ما أطلقت عليه مجلة «فورين بوليسى» في قائمتها لأفضل 100 شخصية لعام 2011، قال وائل غنيم إنه يعلم جيدا إن عدم وجود قيادة للثورة أو بديل يتولى الحكم بعد سقوط حسنى مبارك، من أبرز الجوانب السلبية للثورة، لكنه تابع: «التاريخ سوف يحكم، فبصرف النظر عن هذا، اكتسب كثير من المصريين القوة الآن».
وأضاف أن الإعلام الغربى يحب أن يضعه فى واجهة الثورة المصرية، لكنه لا يشعر بأنه كذلك، معلقا على ذلك بـ«بعض الأشخاص يقدرون ما قمت به، لكن الثورة لم يكن لها قائد».
وعن الإخوان المسلمين، قال غنيم إن النظام السابق كان يقمع الشعب بإقناع المجتمع الدولى أنه إذا تحققت ديمقراطية حقيقية سيصل الإخوان المسلمون إلى الحكم، وأضاف أنه لا يعارض أى شخص تم انتخابه بديمقراطية، لكن ما يهمه هو الاقتصاد وتحسين معيشة ما يزيد على 40% من المصريين الذين يعيشون يوميا بأقل من دولارين- 12 جنيها تقريبا.
في أثناء الحوار أخبرته المجلة أن المشكلات الاقتصادية كانت محركا قويا وراء الثورة، وسألت المجلة غنيم إذا ما كانت الثورة نجحت فى جعل الأوضاع أفضل مما كانت عليه، فقال: «عندما تنحى مبارك، كانت هناك كثير من التوقعات البسيطة بأن مبارك وأتباعه كانوا هم المشكلة الأساسية، وبمجرد عزلهم تُحل المشكلة، وهو ما لم يحدث»، وتابع: «نشوة الثورة وفرحتها انتهت بينما استمر حكم مصر بطريقة عقيمة تجعل من يتخذون القرارات نيابة عن الشعب هم أقلية لا تزيد على واحد فى الألف، لذلك نفتقد إلى فهم حجم المشكلات الاقتصادية التى نواجهها».
غنيم قال أيضا إن الرئيس الأمريكى السابق جورج دابليو بوش، لم يكن يتمتع بشعبية كبيرة فى مصر، لكن تفاءل المصريون كثيرا عندما جاء الرئيس الحالى باراك أوباما إلى مصر ليخاطب العالم الإسلامى، رغم أنه لم يحدث تحول ملحوظ فى السياسة الخارجية الأمريكية بعد هذا الخطاب، كما يرى غنيم، الذى يضيف: «من الصعب تغيير القناعات الثابتة بمجرد كلام».. تطرقت المجلة فى حوارها مع غنيم إلى الحرب الأمريكية على العراق، وقال غنيم إنه لا يشعر بأن العراق أصبحت حرة الآن على الإطلاق، لأن هذه الحرب قتلت كثيرا من الأبرياء، وهو ما يعتبره ليس سببا للفخر بالنسبة إلى أى دولة مدنية. وأضاف: «الشعب الذى يعيش داخل دولة ما، هو الأشخاص المعنيون بتقرير مصيرهم، لأنهم هم الأشخاص الذين يدفعون ثمن اختياراتهم مهما كانت». وعن الثورة السورية دعا غنيم المجتمع الدولى، لا الولايات المتحدة فقط، إلى القيام بدور يوقف الهجمات العدوانية التى قد تعرّض مزيدا من الشعب السورى للمخاطر.