حكمة دهرية لقدامى الملوك
صفحة 1 من اصل 1
حكمة دهرية لقدامى الملوك
حكمة دهرية
أرسل أحد قدامى الملوك اثنين من
أبنائه مع أحد مستشاريه لتعلم الآداب العامة وفنون التعامل مع الناس "الاتيكيت كما يسمى في عصرنا" ، وبعد أن صحب المستشار ابني الملك شهرين وهو يعلمهما كل ما يجب على أبناء الملوك معرفته من آداب ،، ومنها آداب الضيافة والمائدة طلب منهما أن يتركانه ويذهبا سوية إلى أقرب قرية إليهما.. وأن يطرقا باب أي منزل يريدانه بصفتهما ضيفين.. عمل ابنا الملك بما قاله المستشار وكانا ضيفين لدى صاحب مسكن في طرف القرية.. قدم لهما ما لديه لضيافتهما وباتا عنده ثم انصرفا عند بزوغ الفجر.. قدم ابنا الملك إلى المستشار فسألهما ماذا وجدتما لدى من استضافكما من آداب تعامل بها معكما؟ قال الابن الأول: لقد استقبلنا وثيابه متسخة وهو يحمل الحطب في يده، وأطفاله انطلقوا نحونا يتحدثون معنا وكأنما لم يروا أناساً قبلنا، وعندما وضع لنا الطعام وضع ثلاثة أنواع منه، إلا أنه جاء ببعضه منقوصا من الأطراف، وأوانيه لا تناسق بينها، بعضها مكسور من أطرافه، وجعل أطفاله يتحدثون إلينا دون أن ينهرهم وهو يضحك لحديثهم معنا، وعندما جاء وقت النوم جاء لنا بأغطية وفرش من رائحتها يتبين بأنه وأطفاله ناموا عليها والتحفوها بالأمس، أنني أرى أن أهل القرى يحتاجون لتعلم آداب الضيافة، فما فعله استهانة بضيوفه وعدم مبالاة.
نظر المستشار إلى الإبن الثاني وسأله: وأنت ، ماذا رأيت؟ قال الإبن الثاني : من شدة فرح الرجل بنا استقبلنا وثيابه متسخة وهو يحمل الحطب في يده، فلم يذهب لتبديل ملابسه ولا وضع حطبه حتى لا يتأخر علينا عند الباب، وقد انطلق أطفاله نحونا يقبلون رؤوسنا ويتحدثون إلينا وكأنما نحن عائلة واحدة، وعندما وضع لنا الطعام وضع ثلاثة أنواع منه، ومن الواضح أنه كل الطعام الذي لديه تلك الليلة في منزله، وكأنه أخذه لأجلنا من أمام أهله وهم يأكلون لأن بعضه منقوص من الأطراف، وقدمه لنا في أوان لا تناسق بينها وكأننا من أهل بيته أو أقرب أقاربه، ويتبين من الكسور التي في أطرافها بأنها تغسل دائماً بما يعني بأنه دائم تقديم الطعام لضيوفه، وجعل أطفاله يتحدثون إلينا بأحاديث جميلة أضحكتنا وجعلتنا نحس بأننا نتسامر مع أهلنا، وعندما جاء وقت النوم جاء لنا بأغطية وفرش يتبين بأنها كل مايملكه له ولأطفاله، أنني أرى أن الرجل من كرمه وحسن أدبه جعلنا نشعر ونحن عنده بأننا بين أهلنا، وأرى أننا يجب أن نتعلم آداب الضيافة من أهل القرى، فما فعله الرجل غاية في الاحترام لم نشعر معه بأننا غرباء.
نظر المستشار إلى الإبن الأول قائلاً: إنك لم تتعلم، وللأسف لن تستطيع ذلك أيضاً. ثم نظر للثاني قائلاً: أما أنت فقد أيقنت أن الآداب ليست أن يتأدب الناس معك في ما يقدمونه وما يفعلونه لضيافتك، إنما كيف تتأدب أنت في فهمك للناس، وانتق
أرسل أحد قدامى الملوك اثنين من
أبنائه مع أحد مستشاريه لتعلم الآداب العامة وفنون التعامل مع الناس "الاتيكيت كما يسمى في عصرنا" ، وبعد أن صحب المستشار ابني الملك شهرين وهو يعلمهما كل ما يجب على أبناء الملوك معرفته من آداب ،، ومنها آداب الضيافة والمائدة طلب منهما أن يتركانه ويذهبا سوية إلى أقرب قرية إليهما.. وأن يطرقا باب أي منزل يريدانه بصفتهما ضيفين.. عمل ابنا الملك بما قاله المستشار وكانا ضيفين لدى صاحب مسكن في طرف القرية.. قدم لهما ما لديه لضيافتهما وباتا عنده ثم انصرفا عند بزوغ الفجر.. قدم ابنا الملك إلى المستشار فسألهما ماذا وجدتما لدى من استضافكما من آداب تعامل بها معكما؟ قال الابن الأول: لقد استقبلنا وثيابه متسخة وهو يحمل الحطب في يده، وأطفاله انطلقوا نحونا يتحدثون معنا وكأنما لم يروا أناساً قبلنا، وعندما وضع لنا الطعام وضع ثلاثة أنواع منه، إلا أنه جاء ببعضه منقوصا من الأطراف، وأوانيه لا تناسق بينها، بعضها مكسور من أطرافه، وجعل أطفاله يتحدثون إلينا دون أن ينهرهم وهو يضحك لحديثهم معنا، وعندما جاء وقت النوم جاء لنا بأغطية وفرش من رائحتها يتبين بأنه وأطفاله ناموا عليها والتحفوها بالأمس، أنني أرى أن أهل القرى يحتاجون لتعلم آداب الضيافة، فما فعله استهانة بضيوفه وعدم مبالاة.
نظر المستشار إلى الإبن الثاني وسأله: وأنت ، ماذا رأيت؟ قال الإبن الثاني : من شدة فرح الرجل بنا استقبلنا وثيابه متسخة وهو يحمل الحطب في يده، فلم يذهب لتبديل ملابسه ولا وضع حطبه حتى لا يتأخر علينا عند الباب، وقد انطلق أطفاله نحونا يقبلون رؤوسنا ويتحدثون إلينا وكأنما نحن عائلة واحدة، وعندما وضع لنا الطعام وضع ثلاثة أنواع منه، ومن الواضح أنه كل الطعام الذي لديه تلك الليلة في منزله، وكأنه أخذه لأجلنا من أمام أهله وهم يأكلون لأن بعضه منقوص من الأطراف، وقدمه لنا في أوان لا تناسق بينها وكأننا من أهل بيته أو أقرب أقاربه، ويتبين من الكسور التي في أطرافها بأنها تغسل دائماً بما يعني بأنه دائم تقديم الطعام لضيوفه، وجعل أطفاله يتحدثون إلينا بأحاديث جميلة أضحكتنا وجعلتنا نحس بأننا نتسامر مع أهلنا، وعندما جاء وقت النوم جاء لنا بأغطية وفرش يتبين بأنها كل مايملكه له ولأطفاله، أنني أرى أن الرجل من كرمه وحسن أدبه جعلنا نشعر ونحن عنده بأننا بين أهلنا، وأرى أننا يجب أن نتعلم آداب الضيافة من أهل القرى، فما فعله الرجل غاية في الاحترام لم نشعر معه بأننا غرباء.
نظر المستشار إلى الإبن الأول قائلاً: إنك لم تتعلم، وللأسف لن تستطيع ذلك أيضاً. ثم نظر للثاني قائلاً: أما أنت فقد أيقنت أن الآداب ليست أن يتأدب الناس معك في ما يقدمونه وما يفعلونه لضيافتك، إنما كيف تتأدب أنت في فهمك للناس، وانتق
حودة- عدد المساهمات : 3
نقاط : 9
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 02/05/2017
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة مايو 17, 2019 10:53 pm من طرف الكويتى
» ابرز العلماء المسلمين
الجمعة مايو 17, 2019 10:26 pm من طرف الكويتى
» الإعجاز العددي ... في سورة الكوثر
الجمعة مايو 17, 2019 10:09 pm من طرف الكويتى
» افضل الاطبا ولكن لماذا تذهبون اليه متاخرا ؟
الجمعة مايو 17, 2019 9:57 pm من طرف الكويتى
» ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﻧﺒﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﻴﻘﻄﻴﻦ
الجمعة مايو 17, 2019 9:50 pm من طرف الكويتى
» تعلم كتابة الكسرة والفتحة والضمة وأسرار الكيبورد
الجمعة مايو 17, 2019 9:06 pm من طرف كايد
» فوائد الكركديه البارد والساخن
الثلاثاء فبراير 19, 2019 1:04 pm من طرف البرغوتى
» فوائد الجنسنج للجنس للرجال والنساء
الثلاثاء فبراير 19, 2019 12:50 pm من طرف زغرب
» فوائد اليانسون للجهاز الهضمي واستخدامه في تخفيف الوزن
الثلاثاء فبراير 19, 2019 12:11 pm من طرف طاعت